آخر الأحداث والمستجدات 

الاحتقان متواصل بجامعتي مكناس وفاس

الاحتقان متواصل بجامعتي مكناس وفاس

احتجاجات متواصلة بكليات المدينتين للمطالبة بالإسكان والنقل والاستفادة من الإطعام الجامعي

تتواصل أجواء الغضب والاحتقان بمختلف كليات جامعتي محمد بن عبد الله بفاس ومولاي إسماعيل بمكناس، منذ انطلاق الموسم الجامعي الجديد، بسبب ارتفاع مطالب الطلاب بالإيواء وحل المشاكل العالقة المستفحلة والمستعصية، ما ينذر بسنة أكثر سخونة من سابقاتها، ما لم يتم التدخل العاجل من قبل مسؤولي الجامعتين، لفتح حوارات جادة مع طلبة غاضبين يؤججون احتجاجاتهم يوميا، متخذة أشكالا تصعيدية على شكل اعتصامات ومسيرات ووقفات وإضرابات عن الطعام.

 

 

الاحتجاجات تكاد تتشابه في مختلف كليات مكناس وظهر المهراز وسايس والكلية المتعددة التخصصات بتازة، في انتظار حلول عملية لمشاكل لا تحتاج إلا إلى إرادة حقيقية لتذويبها وتجنيب الجامعتين، "سنة بيضاء". وما دونها قد يحول تلك المواقع الجامعية، إلى "حلبة" لتنافس الفصائل الطلابية واستعراض عضلاتها "النضالية"، على حساب التحصيل العلمي للطلبة الذين ضيعوا أسابيع في الاحتجاج، عوض أن تحضنهم المدرجات ليتلقنوا ما يفيدهم "وقت يعز المرء أو يهان".

معركة "الأمعاء الفارغة"

طلبة الكليات الثلاث بموقع ظهر المهراز، أعلنوا إضرابا جديدا عن الطعام لمدة 48 ساعة عصر الأربعاء المقبل، مرفوقا بمبيت ليلي من داخل المركب الجماعي، أعدوا "العدة" لإنجاحه بشكل لافت للانتباه. ودعوا كل الطالبات والطلبة على اختلاف انتماءاتهم "الطلابية الفصائلية"، إلى المشاركة المكثفة والفعالة في هذا الشكل الاحتجاجي الجديد، الذي يأتي بعد أشكال احتجاجية مماثلة خاضوها منذ أكثر من شهرين على الموعد المحدد لانطلاق الدراسة بهذه الجامعة. 
أسبوع كامل ومن العاشرة صباحا إلى الرابعة عصرا، قاطع هؤلاء الطلبة، خلاله الدراسة بتلك الكليات، خاصة بسلك الإجازتين الأساسية والمهنية وسلك الماستر، معلنين مقاطعتهم بطائق المطعم الجامعي إلى حين فتحه في وجه كل الطلبة دون قيد أو شرط، بعدما خرجوا في تظاهرات حاشدة داخل وخارج أسوار الجامعة، خاصة في محيطها قرب حي الليدو المجاور، على بعد أمتار قليلة من الحرم الجامعي الذي عاش غليانا منذ أكثر من شهرين، بعد قرار إغلاق الحي الجامعي الأول. 
"نكون أو لا نكون.. لا سلام لا استسلام.. معركة إلى الأمام".. شعار اختاروه لمعركتهم الاحتجاجية المتواصلة إلى أجل غير مسمى، وإلى حين تلبية مطالبهم العادلة والمشروعة، التي طالما ناقشوها في حلقات موسعة بساحة 20 يناير، قال طلبة فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، إن الطلبة تفاعلوا معها واستجابوا إلى قرارات سابقة بالخروج في مسيرات وتنفيذ وقفات وتظاهرات عارمة جابت أرجاء الساحة الجامعية، رغم التطويق الأمني للجامعة في بعض محطاتها المتواصلة.  
هذه الاحتجاجات جاءت ردا على إغلاق الحي الجامعي الأول وملحقة الديرو وترحيل قاطنيهما إلى أحياء جامعية بموقع سايس، ومحاولة "الإجهاز على مكتسبات المقصف الجامعي" ودعما ومساندة للطلبة المعتصمين من أجل التسجيل في سلك الإجازة، وتوج بعضها بلقاء لجنة "الحوار الأوطمي" مع عميد كلية الآداب ظهر المهراز، قدمت خلاله وعود بحل المشاكل المتعلقة بالمقصف، بعد تسليمه لائحة المطالب بخصوص هذا المرفق الاجتماعي".  
فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، عمم بيانا دعا فيه الطلبة إلى الوجود المكثف والإسهام في إنجاح كل الاحتجاجات والانخراط الوازن في الإضراب عن الطعام والمبيت ليلا بكلية الآداب، ومواصلة مقاطعة المطعم الجامعي في ظل ما أسماه "الشروط الإقصائية الهادفة إلى حرمان شريحة واسعة من الطلبة والطالبات من هذا الحق المكتسب تاريخيا"، موجها نداء إلى طلاب كل الجامعات المغربية، إلى بلورة أشكال احتجاجية لدعم "نضالات" طلبة فاس.

فتيل الغضب بظهر المهراز وتازة

تحدث فصيل "البرنامج المرحلي" أحد فصائل "أوط م"، عن "هجوم كاسح على مكتسبات الطلبة واستهداف حق أبناء الشعب المغربي المقدس في التعليم، أمام ما أسماه "استمرار كلية الآداب ظهر المهراز في تعنتها ونهج سياسة الإقصاء والتماطل اتجاه مطالب الجماهير الطلابية وعلى رأسها تسجيل حاملي شهادات الباكلوريا والتحويل الخارجي"، التي كانت سببا في خوض الطلبة المحرومين من هذا الحق، اعتصاما مفتوحا من داخل الكلية طيلة أكثر من ثمانية أسابيع متتالية. 
أما زملاؤهم في باقي الكليات، فدعموهم بأشكال تضامنية عبارة عن إضراب إنذاري عن الطعام مع مبيت ليلي بالكلية، محملين إدارتها ورئاسة الجامعة، مسؤولية ما "ستؤول إليه الأوضاع في مستقبل الأيام"، فيما سار طلبة الكلية المتعددة التخصصات التابعة لجامعة فاس، على الخطوات نفسها من الاحتجاجات تضامنا مع زملائهم بفاس، وللمطالبة بمجموعة من المطالب التي سطروها في ملفهم المطلبي الذي "يناضلون" لأجل تحقيق وتلبية نقطه المختلفة والمتنوعة.
وعلى غرار خطوة طلبة كليات ظهر المهراز الثلاث، أعلن طلبة تازة، الأربعاء المقبل، تاريخا لانطلاق إضراب عن الطعام ل24 ساعة مرفوق بمبيت ليلي، بعدما قاطعوا الحصص الصباحية والمسائية الأخيرة، موازاة مع اعتصام دخلوه بمقر الكلية قبل إفراغهم بالقوة وحجز بعض لوازمهم المخصصة للاعتصام.    
واتهم طلبة تازة اتهموا الإدارة بالوقوف وراء هجوم استهدفهم لإفشال الاعتصام، و"إجهاض المعركة في مهدها عن طريق حبك المؤامرات والدسائس في حق الجماهير الطلابية والمعتصمين منها"، خاصة عن طريق "الهجوم بمجموعات ملثمة ليلا ومسلحة بالغاز المسيل للدموع والأسلحة البيضاء، واحتجاز الطلبة داخل الكتابة العامة واعتقال أحدهم، واقتياده إلى مخفر الشرطة تحت التنكيل والتعذيب" يؤكد تقرير طلابي صادر عن فصيل النهج الديمقراطي القاعدي.
ورغم فك الطلبة لاعتصامهم فإن أحدهم قرر الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام محملا الإدارة مسؤولية ما ستؤول إليه أوضاعه في الكلية، التي تعرف بدورها غليانا طلابيا

مشاكل مترابطة بين كليات فاس ومكناس

طلبة كلية الشريعة بفاس، بدورهم قاطعوا السبت الماضي، امتحانات الماستر تخصص أحكام الأسرة في الفقه والقانون الذي يعرف جدلا حقيقيا بين المشرفة عليه وإدارة الكلية. ونظموا وقفة احتجاجية وحلقة للنقاش أمام باب الكلية، احتجاجا على إقصاء مجموعة من الطلبة قدرتهم بنحو 70 طالبا كان مرتقبا أن يجتازوا هذه الامتحانات قبل بروز مشكل مستفحل بين المشرفة على الماستر والعميد أمام تضارب الروايات بشأنه، في ظل صراعات مستفحلة يؤدي الطلبة ثمنها غاليا. 
مصادر "الصباح" تحدثت عن عرقلة عمل حكيمة حطري المشرفة على هذا الماستر الذي عمق الهوة بين الإدارة والأساتذة، بعد إعلانها نتائجه ومعارضة الإدارة للطريقة التي تم بها ذلك، متهمة جهات بالكلية ب"سرقة فكر أدبي وعلمي خاص لفريق بيداغوجي اشتغل على هذا المشروع منذ 3 سنوات خلت"، دون أن تستسيغ الطريقة التي تم بها التعامل مع إعلانها نتائج الماستر، مشيرة إلى عرض القضية على أنظار القضاء للحسم فيها قانونيا. وفيما تعيش كلية الشريعة التابعة لجامعة القرويين بفاس، غليانا بسبب هذا المشكل وغيره، لم تنج كليات سايس، من العدوى أمام بروز المشاكل ذاتها التي تعانيها باقي كليات جامعة محمد بن عبد الله، وتتعلق بالخصوص مع مشاكل تعرقل دراستهم وأخرى مرتبطة بالنقل الحضري، التي كان من نتائجها محاولة محاكمة مستخدمين بشركة سيتي باس، بداعي سرقتهما 200 درهم من جيب طالبة والاعتداء على زميلها ونزع حذائه الرياضي، قبل استدراجهما إلى كلية الآداب سايس.
هذا الأمر تطلب حضور تعزيزات أمنية إلى المكان ل"تحرير" المستخدمين اللذين حاول الطلبة محاكمتهم لدفعهما إلى عدم تكرار السلوكات التي اتهما بها، فيما تحدثت الشركة عن مهاجمة الطلبة لحافلة تابعة لها بالحرم الجامعي بالكلية المذكورة، واحتجازها ومستخدمين طيلة ساعات لأسباب وصفتها ب"الغريبة"، بعد تحويل اتجاهها وعلى متنها طلبة وطالبات يدرسون بالكلية ذاتها، استعدادا لمحاكمة المستخدمين بداعي سرقتهما حاجيات طلبة.
وتعيش جامعة مكناس الاحتجاجات مؤطرة بالشعار ذاته، تطالب بالحق المكتسب في السكن الجامعي، إذ تمت مقاطعة التسجيل لمدة 3 أيام أعقبت إعلان نتائج الطلبة المقبولين، مع تنفيذ اعتصام ليلي مفتوح من داخل الحي الجامعي، قبل تصعيد احتجاجات الطلبة عبر خوض إضراب إنذاري عن الطعام، والاعتصام أمام كلية العلوم في ظل إنزال أمني مكثف، فيما تبقى الاحتجاجات مفتوحة على كل الاحتمالات بهذا الموقع وغيره من مواقع جامعة فاس.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : حميد الأبيض
المصدر : الصباح
التاريخ : 2013-11-26 19:24:45

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك